البرود العاطفي آفـة خطرة تؤدي إلى الطلاق

البرود العاطفي آفـة خطرة تؤدي إلى الطلاق..!!

--------------------------------------------------------------------------------


البرود العاطفي آفة خطرة قد تؤدي إلى الطلاق..!!

من المفترض أن تكون العلاقة بين الزوجين مقدسة فيها المودة والرحمة والألفة والطمأنينة التي هي سر النجاح لهذه الحياة..وتمر الحياة الزوجية بمنعطفات كثيرة، فمن ظروف الحياة ومعاناتها إلى الخلافات الأسرية وتبعاتها.. وصولا إلى الأطفال ( تربيتهم ومتطلباتهم ) مما يجعلها تتحول إلى بعض الأزواج إلى روتين يومي ممل خالي من المشاعر والعواطف تجاه الزوجة والأبناء ، قد يصل الحال بعض الأزواج إلى فتور عاطفي والعكس تماماً. مما يجعل الزوجين يفقدان طعم الحياة ولذتها وتبدأ مع هذا المشاكل الأسرية في الازدياد.

إن ظاهرة العواطف واستمرارها في الحياة الزوجية هي مسالة نسبية تختلف من مجتمع إلى آخر فعندما نتحدث عن البرود العاطفي بين الزوجين فنحن نفترض أن هناك قدراً من المشاعر أصلا بين الزوجين والحقيقة أن كثير من الناس يعتقدون انه من العيب أن تعبر عن مشاعرها تجاه شريك حياتك، فالمرأة ترى أن لا يتوافق مع أنوثتها والرجل يرى في ذلك قدحاً في رجولته ولذلك يبقى كل منهما يخفي مشاعره ويكتفي بالتعاطف عند المرض أو الحاجة أو تلبيه الحاجات الضرورية من مأكل ومشرب وغيره.


قصة من الواقع:

رجل أعمال متزوج ولديه 2 أبناء و4 بنات تم تعليمهم في الجامعة وأصبح لديه طبيبة ومهندس ومحاسب ولكن هناك اثنين من الأبناء فشلا في التعليم الجامعي نظراً لاضطراب أحدهما وإصابته بمرض فصام الشخصية . وتم علاجه لفترة طويلة بالمستشفيات النفسية، ولكن نظراً لان المرض لم يكتشف مبكراً فقد أدى إلى عدم تحسنه في العلاج رغم استمراره في تعاطي العلاج، ولكن في نفس الوقت يبدوا أن الزوج لم يهتم بزوجته ومشاكلها مع الأبناء، ونتيجة انشغال الأم الزائد بابنها المريض فقد انصرفت عن رعايتها لزوجها، وخلال هذه الفترة خلقت عن الزوج نظرة طيبة معاملة الخادمة الآسيوية لديه.. وشيئاً فشيئاً بدأ يتودد إليها وهي التي كانت تقضي له معظم حوائجه، إلا أن لاحظت الزوجة ذلك، وعندما صارحته بشكها بعلاقته فيها رفض كل شئ وبعد ذلك تم إخراجها من المنزل واستأجر لها شقة خاصة حيث أنه صار يتردد عليها كثيراً، وحتى يستمر معها في علاقة شرعية، تزوجها وأنجب منها طفلاً ولكن تحت ضغط الأبناء والزوجة على هذه الخطوة التي أقدم عليها اضطر إلى أن يقوم بتسفيرها إلى بلدها.ولكنه ظل مع زوجته كل منهما في غرفة خاصة، لا تربطهما أيه علاقة زوجية رغم أنهم تحت سقف واحد، إلا أن علاقتهما في المنزل كانت شبة منفصلة، ولكن رغم سفر الزوجة الثانية إلى بلدها ، إلى إن المكالمات الهاتفية لم تنقطع بينهما، بعد فترة استقدمها الزوج إلى البلاد لان لديه منها ابن ويريد أن يربيه بطريقته، فاستسلمت زوجته لهذا الواقع، وعرفت الموضوع.. فكان يذهب للزوجة الآسيوية في جزء من النهار ولكنه ليلاً يذهب للإقامة في منزل الأسرة، وهذا الأمر كان معروفاً لدى الأسرة، وهذا الأمر أدى إلى اضطراب احد أخوة هذا المريض لعدم الاستقرار العائلي في منزلهم...



ما هو البرود العاطفي:

هي حالة من الجمود وعدم التفاعل التبادلي بين الزوجين، ولا تستطيع اتهام أي طرف من الزوجين لأنه عادة تكون حالة من عدم الانسجام وعدم التفاهم واللامبالاة بين الطرفين وعدم التفكير في إرضاء الآخر، ببساطة البرود العاطفي هي حالة من الملل والفراغ والوحدة.


ما هي أسباب المشاكل التي تؤدي للبرود العاطفي بين الزوجين؟:

أولا: ربما يكون فارق السن بين الزوجين عندما يكون كبيراً .. فمثلاً عندما يكون الزوج سنة اكبر من الزوجة بسنوات كثيرة فربما يكون الإشباع الجنسي غير متكافئ او عندما تكون الزوجة تعاني من البرود العاطفي.

ثانياً: لابد أن يكون الزوجان تربطهما علاقة حميمة قادرين على التواصل بينهما.


ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإهمال بين الزوجين؟:

* انشغال احد الزوجين عن الآخر مثل الدراسة أو العمل أو تحسين الوضع المادي للأسرة فيغرق في العمل ويصرف أغلب وقته بعيداً عن الآخر.

* عدم الاهتمام بحياة الطرف الآخر فيغفل كل منهما تقديم الهدايا المختلفة في المناسبات الخاصة.

* عدم الاتصال الجيد في المشاكل الحيائية وتقديم العون عند الحاجة مثل المساندات النفسية والعاطفية والمشاكل الوجدانية.

* دخول الروتين بين الزوج وزوجته كما يدخل في الوظيفة ويصبح بيته أشبه بالفندق حيث يتناول فيه الطعام ويأتي كي ينام آخر الليل حتى لا يسمع ضجيج الأبناء.

* افتعال الخلافات لأي أسباب تافه.

* عدم اهتمام المرأة بنفسها وصورتها ومظهرها أمام زوجها.

* الزوج بعد الزواج وقدوم الأولاد يكون مختلف عن المحب الذي يحب البقاء مع زوجته.



ما هي أسباب هذا البرود؟:

* تدهور العلاقة الزوجية وانصراف احدهما إلى إقامة علاقة مع شخص آخر يقدم له كل مظاهر الحب والحنان والاهتمام والكلمة الطيبة ودفء العلاقة.

* عندما تدب الغيرة بين الطرفين يتسلل القلق والشك للطرف الآخر فيبدأ بالانشغال المستمر على الطرف الآخر،ومن ثم يبدأ بالمراقبة والمتابعة من خلال الهاتف النقال أو بمتابعة خطواتها في العمل أو خارج العمل.

* اهتمام الزوجة بمظهرها قد يجعل الطرف الآخر بشك في سلوكها.


ما هو الحل لهذه الظاهرة؟:

* ضرورة الاهتمام بإعداد المقبلين على الزواج لحضور دورات تأهيلية يقوم بإعدادهم متخصصين في علم النفس والحث لإكسابهم الخبرات والمعلومات والمعارف الأسرية والتي تساعد على استقرار العلاقات الزوجية.

* ضرورة الاهتمام بالحوار المستمر بين الزوجين أو مايسمى بالحوار الحميم بين الزوجين فهذا يساعد على تقوية العلاقة الزوجية.

* مناقشة مشاكلهما بمفردهما دون تدخل الأقارب والأهل.
(أيضا إذا كان الطرفين في حالة ثورة أو غضب يجب أن يهدأ تماماً وعند ذلك يبدأ يناقش الطرف الآخر في المشكلة حتى يضمن أن تكون إرادته سديدة)..


الحل من هذا البرود هو!:

* ضرورة أن يثق كل طرف في الآخر.

* أن يكون هناك تواصل بين الزوجين يحكي كل طرف للآخر مشاكله وهمومه اليومية حتى يقوم الطرف الآخر بمساعدته وشد أزره في الظروف التي يمر بها حتى يتمكن من مواجهه الحياة بمشاكلها ومشاغلها المختلفة .


* التعاون سوياً على حل مايواجههما من مشاكل سواء أسرية أو اجتماعية أو مهنية.

* احترام كل طرف للآخر ولآرائه المختلفة يساعد في استمرار العلاقة الأسرية.


* ضرورة اهتمام كل طرف للآخر بتقديم الهدايا الرمزية في المناسبات الاجتماعية والخاصة والتي شعر كل طرف بمدى حب الطرف الآخر له، مما يزيد من الرابطة الأسرية بينهما ويزيد من دفء المشاعر الزوجية.


تحياتي
النااااااادر